{وَنَادَيْنَاهُ} الواو في {وناديناه} مقحمة صلة، مجازه: ناديناه كقوله: {وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب وأوحينا إليه} [يوسف- 15] أي: أوحينا إليه، فنودي من الجبل: {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا}، تم الكلام هاهنا ثم ابتدأ فقال: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} والمعنى: إنا كما عفونا إبراهيم عن ذبح ولده نجزي من أحسن في طاعتنا، قال مقاتل: جزاه الله بإحسانه في طاعته العفو عن ذبح ابنه.{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ} الاختيار الظاهر حيث اختبره بذبح ابنه. وقال مقاتل: البلاء هاهنا: النعمة، وهي أن فدي ابنه بالكبش.فإن قيل: كيف قال: صدقت الرؤيا، وكان قد رأى الذبح ولم يذبح؟.قيل: جعله مصدقًا لأنه قد أتى بما أمكنه، والمطلوب إسلامهما لأمر الله تعالى وقد فعلا.وقيل: كان قد رأى في النوم معاجلة الذبح ولم ير إراقة الدم، وقد فعل في اليقظة ما رأى في النوم، فلذلك قال له: {قد صدقت الرؤيا}.{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} فنظر إبراهيم فإذا هو بجبريل ومعه كبش أملح أقرن، فقال: هذا فداء لابنك فاذبحه دونه، فكبر جبريل، وكبر الكبش، وكبر ابنه، فأخذ إبراهيم الكبش فأتى به المنحر من منى فذبحه.قال أكثر المفسرين: كان ذلك الكبش رعى في الجنة أربعين خريفًا.وروي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: الكبش الذي ذبحه إبراهيم هو الذي قربه ابن آدم هابيل.قال سعيد بن جبير: حق له أن يكون عظيمًا. قال مجاهد: سماه عظيمًا لأنه متقبل. وقال الحسين بن الفضل: لأنه كان من عند الله. وقيل: عظيم في الشخص. وقيل: في الثواب.وقال الحسن: ما فدي إسماعيل إلا بتيس من الأروى أهبط عليه من ثبير.